لعل الناس يسعون إلى النسيان في سعيهم إلى اللقاء.
حنا مينه، «الثلج يأتي من النافذة»
خلافاً لحنا مينه، المستوحى عنوان المعرض من روايته، لا يسعى تيسير البطنيجي في أعماله إلى النسيان، بل إلى تجسيد مفاهيم الفراغ والغياب والانفصال. فأعماله تتمحور حول تمثيل الاختفاء وإمكانية اختفاء أشكال التمثيل.
البطنيجي يقيم في باريس، ويعمل من هناك عن أرض لا يستطيع العمل فيها. ففي أحدث أعماله «انقطاعات»يسجل صوراً للشاشة أثناء محادثات مرئية عبر تطبيق الواتس آب مع عائلته في غزة. فهو تارة يرى والدته وتارة يشهد على اختفائها. الصور المشوشة الناتجة أحيانًا من ضعف شبكة الاتصال، وأحيانًا أخرى كثيرة من الحرب، تحيلنا إلى ذلك الفضاء الذي يختلط فيه الخاص بالعام.
In Fathersالتقط تيسير صوراً لآباء تتصدر أماكن عامة في مدينة غزة، مبرزاً الحيّز الذي علقت فيه مجموعة “آباء” كالورش والدكاكين والمحال التي قد يكون جزء كبير منها موروثًا عن هؤلاء الآباء الغائبين.
الموضوع هنا ليس سوسيولوجيًّا بمعنى طرح للمفهوم الأبوي، إنما هو عمل بحثي عن العلاقة بين الصورة من جهة وثنائية الحضور والغياب أو فكرة حضور الغياب من جهة ثانية. آثاربالألوان المائية لتسائل حالة ما بعد الاختفاء.
استوحى البطنيجي من أعمال برند وهيلا بيشرحول مستوعبات المياه ليقدم وثيقة طوبوغرافية لأبراج المراقبة الإسرائيلية المنتشرة في الضفة الغربية خدعة بصريةأراد البطنيجي تشكيل خدعة بصرية، حيث ينظر المشاهد إلى الصور معتقداً أنه يعرف محتواها ومُصوّرها، ولكن سرعان ما يدرك بعد مشاهدتها عن كثب أن لا علاقة لها بتقنيات بيشر. هنا يدعو البطنيجي مشاهديه إلى التدقيق في هذا الحضور الصاخب محوّلًا إياه إلى سجل للاختفاء والغياب والانفصال.
في الصحافة
انضموا إلى جولاتنا الإرشادية لـ”الرمل يأتي من النافذة” تيسيرالبطنيجي
تستمر الجولة لمدة ٤٠ دقيقة، و١٠ دولار للشخص الواحد. الأماكن محدودة، احجز مكانك بالاتصال.